خاص لمجلة DXB24…
حققت دبي قفزة كبيرة منذ افتتاح أجوائها في العام 1937، وهي الآن مركز يعتد به على صعيد الطيران. وقد تمخضت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن تحول اقتصادي لا يمكن محوه، حيث ستسهم صناعة الطيران بنحو 45% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول العام 2030، وفقاً لمؤسسة أوكسفورد ايكونوميكس.
وعلى الرغم من امتلاك دبي لمطار منذ العام 1960، فإن الرحلة الرامية لبناء بنية طيران تحتية شاملة في البلاد لم تبدأ إلا في ثمانينات القرن الماضي. واليوم، يتضمن مطار دبي الدولي ثلاثة مبانٍ، بما فيها أول وأضخم مبنى في العالم لاستقبال الطائرات من طراز ايرباص ايه 380، علاوة على استقبال المطار في العام 2018 للمسافر رقم مليار.
وفيما تابع المطار نجاحه في العام 2019 من خلال توقع استمرار احتلاله للمركز الأول كأكثر مطارات العالم ازدحاماً على صعيد المسافرين الدوليين، وذلك للعام السادس على التوالي مع صدور نتائج العام ٢٠١٩ فقد حققت هيئة دبي للطيران المدني أداءً جيداً وهي مستمرة في المساهمة في رحلة نجاح دبي، وهو ما ينطبق أيضاً على كافة اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطيران، بما في ذلك طيران الإمارات، ومؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، ومؤسسة مطارات دبي، وسوف دبي الحرة، وفلاي دبي.
كما تم في العام 2019 انتخاب الإمارات لعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو) للولاية الخامسة على التوالي. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة قوة يعتد بها على صعيد الطيران، مع امتلاكها لأربع ناقلات وطنية تسير رحلاتها إلى أكثر من 224 مدينة في 108 دول حول العالم، وذلك من خلال اسطول يزيد عن 498 طائرة.
وتتابع دولة الإمارات المحافظة على تصنيفها العالمي المتفوق على صعيد كل من سلامة الطيران ومعايير الأمن، وهي ما تزال البلد الذي يتمتع بثاني أعلى رقم لجهة اتفاقيات الأجواء المفتوحة، وذلك مع انضمام جزر سولومون إلى قائمة الدول التي تم إبرام اتفاقيات معها، والتي وصل عددها في العام 2019 إلى 122 دولة. وبشكل إجمالي، كان العام 2019 عاماً عظيماً على صعيد صناعة الطيران، فيما من المتوقع تحقيق نمو قوي وواسع هذا العام بالنسبة للطيران والسياحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية الرئيسية أيضاً، وذلك مع استضافة دولة الإمارات لمعرض اكسبو 2020 في دبي اعتباراً من أكتوبر، حيث سيلعب اكسبو 2020 دوراً هاماً لجهة استقدام أكثر من 25 مليون زائر على مدى ستة أشهر ومشاركة أكثر من 192 دولة في أول دورة من دورات هذا المعرض تقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. ولدي كبير الثقة أن كافة أصحاب المصلحة سيواصلون جهودهم السخية لجهة كونهم مصدر إلهام ولجهة التزامهم بإعادة كتابة قصة نجاحنا بشكل أفضل بكثير.
سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم
مسار التقدم
ما يزال نجاح دبي نجاحاً لا مثيل له، كما لا يزال مصدر إلهام لتطوير الطيران والسياحة، حيث يستشهد الاقتصاديون بدبي كنموذج يحتذى لجهة تنويع الاقتصاد والتنمية الاجتماعية الشاملة للجميع. وقد قطع الطيران شوطاً طويلاً عندما بدأت دبي في العام 1937 اتباع سياسة الأجواء المفتوحة، ولم تنظر دبي منذ ستينات القرن الماضي عندما بدأت عمليات مطارها الأول، وذلك في خضم سعيها لتحقيق طموحاتها في مجال الطيران بعزم وديناميكية. وتسهم صناعة الطيران الآن بنحو 47.4 مليار دولار في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، أو ما يعادل 13.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهي قادرة بصفتها أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية، على أن تولد وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي 80 مليار دولار إضافية من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2037. وبحلول ذلك الوقت، سوف تسهم سوق الطيران في دولة الإمارات بمبلغ 128 مليار دولار في اقتصادنا، حيث تمتلك شركات الطيران الوطنية الأربعة في دولة الإمارات الآن أسطولاً مشتركاً يضم أكثر من 498 طائرة، فيما استقبلت مطاراتها 134 مليون مسافر في العام 2018، أكثر من 89 مليون مسافر منهم في دبي وحدها.
وفي رحلتها الرامية لتحقيق التميز، فقد حافظ الطيران على قوته في دبي. وبصفتها جهة تنظيمية، فقد بقيت هيئة دبي للطيران المدني متيقظة على الدوام للتطورات وحافظت على سعيها الرامي لتسهيل نمو الطيران. وفي العام 2019، تحملنا مسؤولياتنا بنجاح من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات، حيث شهد العام 2019 قيامنا بضمان الأمن والأمان لمعرض دبي الجوي، مع قدوم أكثر من 160 طائرة للمشاركة في العروض الثابتة وعروض الطيران. وقد استضفنا للعام السابع على التوالي أعمال القمة العالمية لسلامة الطيران التي ناقشت كافة القضايا المتعلقة بسلامة الطيران، وهي القضايا التي تمثل اهتماماً رئيسياً لكل من المنظمة الدولية للطيران المدني والاتحاد الدولي للنقل الجوي. كما توصلنا أيضاً للتعاون ولتوقيع مذكرات تفاهم مع عدد من المؤسسات، كان أخرها في العام 2019 مذكرة التفاهم مع هيئة الشارقة للطيران المدني.
إن الدور الموسع لـهيئة دبي للطيران المدني والتنفيذ الفعال لقواعد ولوائح الطيران الآمن والمأمون كان ممكناً بسبب التعاون بين كافة المعنيين، وهو ما لم يكن ممكناً لولا التوجيه المستمر والدعم غير المحدود من رئيس هيئة دبي للطيران المدني ورئيس مؤسسة مطارات دبي، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم. ونتطلع إلى مواصلة قيام الطيران بلعب دوره الحاسم في العام 2020 وما يليه، وذلك لضمان حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على مستويات جديدة من النجاح.
محمد عبد الله أهلي
اترك تعليقًا